السبت، 19 سبتمبر 2009

رحلة بحريه


كَسَرتُ المجدايف ،، وحَبَستُ نَفْسي في قارِبِ النجاة ..

فَضِّلتُ أتهادى في عرضِ البحرِ بلا خارطةٍ ولا دليل ..
قَطَعتُ كُلَّ الُسُبلِ لي وقَطَعَتني السُبُل ،، إلا مِن مَنارَةٍ لَمْ تَيأَسني ..

إعتِدتُ أراها كُلَ لَيلَةٍ تُضيءُ الأنوارَ .. وتَتَرَقَبُ ناحِيَةَ بَحرِيَ المُظلم ..
أبقى هكذا وشِعورٌ بالدفئِ يَتَمَلَكُني .. وأَنا أُناظِرُها إلى أن يَخْبُتَ نورها ..!
وتُعاوِدُ هكذا كُلَ ليلةٍ تُلوِعُني بنارِ الحَنين حَتى يُغالِبُني النوم ..

كَعادتي .. أَتَرَقَبُها بلهفةٍ تُوازي لَهْفَتها في انتظاري ..!!
لكِنَها تَرَكَتني هِيَّ الأُخرى .. وسَلَبَت مَعَها شِعوري بالأمان ..
في تِلكَ الليلةِ انتَظَرتُها أنا ،، عَلها لاقَت ما يُبطِئُها .. إلا أنها لَمْ تَعُد ,, وسَكَنَنِي اليَأسُ الذي أوطَنْتُهَ الباحِثَ عَني ..؟!!

رَأيتُ في غُموضِ البَحرِ طَوْقَ نَجاتي .. وتَلَحَفتُ بِهِ .. ,, ثُمَ شَّمَرتُ عَن سَّواعِدي ,, وبَدَأتُ أُجَدِفُ عارِيَةَ اليدين .. >> وِلادَةُ أَمَلٍ جَديدٍ بالعثورِ على الأمان ..
جَدَفْتُ وجَدَفْتْ .. حَتى تَسَلَلَ النَمَّلُ إلى أطرافي .. وأحسَسْتُ بالخَدَرِ يتآكَلُها ..
اصطَدَمَ قارِبي الصغير .. وآنا مُنهَمِكَةٌ في التجديف .. فَشَخَصْتُ نَظَري ,, ووَقَعَ على أصابِعَ امتَدَت تَنْتَشِلُ أيْدِّيَ ....!
حَمْلَقْتُ كثيراً .. أُحاوِلُ التَعَرُفَ على الواقِفِ أمامي .. لكِنَ الشمس أعمَت بَصيرَتي .. فما استَطَعْتُ تَمييزَهْ ..!!
وساقَنِي جَنباً لِجَنب .. في جَزِيرَةٍ لَمْ أَأْلَفها ..
احتَظَنَ يَدَّيَ كالجَوهَرَةِ بين يَدَّيه ..!! نَظرَتُه .. لَهفَتُه .. حِنِّيَّتُه .. أَسْرَّوا الرَعشَةَ فِيْيِّ .. ودَّبوا الحَياةَ في قَلبي بعد أن أَهلَكَهُ بَرْدُ البَحر ....

بَدأَ الأَمانُ المَفقُودُ يَتَراجَعُ شَيئاً فَشَيئاً .. ونَحْنُ على وِصُولِ إلى عَريشٍ تَوَّسَطَ الجَزِيرَه ...